سياسي إسلامي تركي، تولى منصب رئاسة الحكومة التركية لمدة 5 أشهر قبل التنازل عنها لزميله رجب طيب أردوغان، ويتولى حقيقة الخارجية. رشحه حزب العدالة والتنمية لرئاسة الجمهورية، وبذا يعتبر أول إسلامي قد يحكم تركيا منذ إنشاء تركيا الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك.
ولد عبد الله أحمد حمدي غل Abdullah Ahmet Hamdi Gül في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1950 لعائلة متواضعة في مدينة قيصري الواقعة في وسط تركيا.
درس الاقتصاد في جامعة اسطنبول، كما حصل على شهادة الماجستير فيها ثم توجه إلى بريطانيا حيث حصل على الدكتوراة هناك.
في العام 1983 عمل كخبير اقتصادي في بنك التنمية الإسلامي الذي يوجد مقره في مدينة جدة السعودية واستمر في عمله حتى العام 1991 حيث عاد إلى تركيا للقيام بحملة للانتخابات التشريعية إلى جانب رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان. أصبح غل نائبا في البرلمان التركي لأول مرة عندما انتخب عام 1991 عن دائرته الانتخابية في مدينة قيصري.
بعد نجاحه في الانتخابات أصبح نائبا لرئيس حزب الرفاه واثر إعادة انتخابه في الانتخابات التشريعية عام 1995، أصبح الناطق باسم أول حكومة ائتلافية إسلامية في تاريخ تركيا الحديث حيث تولى فيها منصب وزير الدولة المكلف العلاقات الخارجية وبينها ملف قبرص الذي يعد ملفا شائكا بالنسبة للسياسة التركية.
بعد حظر حزب الرفاه في مطلع 1998 بعد الإطاحة به من السلطة في حزيران/يونيو 1997 بضغط من الأوساط العلمانية التركية المدنية والعسكرية، وعلى غرار العديد من نواب الرفاه انضم غل آنذاك إلى حزب الفضيلة وقام القضاء التركي أيضا بحل حزب الفضيلة بسبب "أنشطة مناهضة للعلمانية" عام 2001.
بعد ذلك قام غل ورجب طيب إردوغان بتأسيس حزب العدالة والتنمية في آب/أغسطس 2001. الذي لم يقدم نفسه للشعب على أنه حزب إسلامي بقدر ما هو حزب ديمقراطي محافظ متجنبا بذلك خطأ سلفه حزب الرفاه.
بعد فوز الحزب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2002 اختاره اردوغان لتولي رئاسة الحكومة بعدما قرر القضاء أن رئيس الحزب اردوغان لا يمكنه أن يتولى بنفسه منصب رئيس الوزراء بسبب حكم سابق بتهمة "التحريض على الحقد الديني"، بعد أن استطاع اردوغان الفوز بمقعد في البرلمان في مناسبة انتخابات تشريعية جزئية تنازل له غل عن رئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة بعد 5 أشهر.
تولى غل منذ ذلك الوقت حقيبة وزارة الخارجية ويشير المراقبون إلى أنه نجح في مواجهة الفترات الأكثر صعوبة التي شهدتها البلاد حين كان يتعلق الأمر بفتح جنوب شرقي بلاده أمام القوات الأميركية التي كانت تستعد لاحتلال العراق عام 2003 لكن البرلمان التركي رفض في نهاية المطاف ذلك. وتعد انطلاقة مفاوضات الانضمام الصعبة مع الاتحاد الأوروبي عام 2005 التي لطالما انتظرتها تركيا.
ويعتبر غل في نظر الكثير من الأوروبيين والأتراك "إسلاميا معتدلا وإصلاحيا"، وعلى عكس اردوغان تربطه علاقات تعاون وثيقة مع الكثير من الشخصيات العلمانية المؤثرة في تركيا ومن بينها المؤسسة العسكرية وذلك بسبب موقعه كوزير للخارجية ووجه تركيا في الخارج.
تنقل عنه وكالات الأنباء مثل وكالة الصحافة الفرنسية ورويترز أنه ذكر في احد المقابلات أنه يفضل العيش في الولايات المتحدة أو بريطانيا على الاستقرار في إيران أو ليبيا.