شركس تركيا يتظاهرون ...
في تظاهرة سلمية وحضارية عبرت في جانب منها عن التراث والفلكلور الشركسي خرج الآلاف من المواطنين الشركس في العاصمة التركية أنقرة للمطالبة بالحفاظ على الهوية الشركسية.
13.03.2011 10:16
في تظاهرة سلمية وحضارية عبرت في جانب منها عن التراث والفلكلور الشركسي خرج الآلاف من المواطنين الشركس في العاصمة التركية أنقرة للمطالبة بالحفاظ على الهوية الشركسية.
وهذه أول مرة في تاريخ الجمهورية التركية يخرج فيها الآلاف من شركس تركيا في تظاهرة للمطالبة بحقوقهم الثقافية والتعليم بلغتهم الأم ومطالبة الحكومة بإنشاء قناتين ترفيهية وتعليمية باللغة الشركسية أسوة بالأكراد.
وهدفت التظاهرة إلى الحفاظ على الهوية الشركسية في المجتمع التركي المتعدد الثقافة والهوية، حيث قالت إحدى المشاركات في التظاهرة: «نريد قناة تلفزيونية بلغتنا وتعليماً بلغتنا الأم والحفاظ عليها».
من جانبه قال أحد المشاركين الشباب: «أتقن لغتي الأم الشركسية، لكن إذا داعبتنا الحكومة بفتح معاهد لتعليم اللغة الشركسية في بعض المناطق ذات الأغلبية السكانية الشركسية فسيتمكن جيلي والأجيال القادمة من الحفاظ على لغتنا وثقافتنا من الاندثار».
والشراكسة الذين شاركوا في التظاهرة وأتوا من شتى أرجاء تركيا، يقولون: إن تعدادهم يبلغ أربعة ملايين ويعيشون في مختلف المناطق التركية.
والشركس هم السكان الأصليون لشمال القفقاس، وتم تهجيرهم من وطنهم بعد انكسار مقاومتهم ضد روسيا القيصرية عام 1886، واستقبلتهم الإمبراطورية العثمانية ووطنتهم حينها في أراضيها بشكل أساس في شتى أنحاء تركيا، وأجزاء من البلقان، وسورية والأردن وفلسطين ولبنان والعراق ومصر وليبيا، واليوم باتوا مشتتين على 42 دولة في العالم بما فيها العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
وفي شمال القفقاس يمتلكون جمهوريات ذات حكم ذاتي ضمن روسيا الاتحادية تمتد بين البحرين قزوين والأسود وهي داغستان، الشيشان، أنغوشيا، أوسيتا الشمالية، قبردينا بلقاريا، تشركيسك، أديغيا، إضافة إلى دولتي أوسيتا الجنوبية وأبخازيا اللتين أعلنتا استقلالهما أخيراً عن جورجيا.
وسبقت تظاهرة الشركس تظاهرات لقوميات أخرى مثل الأكراد والأرمن مطالبين بحقوقهم التي حرموا منها منذ سنوات طويلة منذ إنشاء الجمهورية التركية في عشرينيات القرن الماضي.
ولعل ما شجع هذه القوميات على التظاهر والمطالبة بحقوقها هو انفتاح حكومة حزب العدالة والتنمية بمشروع ديمقراطي اعترف بحقوق مختلف القوميات التي تشكل نسيج المجتمع التركي، ويبدو أن تظاهرة الشركس ستفتح الباب أمام قوميات أخرى للتظاهر في المستقبل...الوطن