إن التمتع بصحة جيدة على مدى السنوات أمر يصبو إليه الجميع، خاصة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالتسارع اللافت والتغير المستمر، وتنتشر فيه العادات الغذائية غير السليمة.
وللحفاظ على صحة مثالية، بعيداً قدر المستطاع عن الأدوية والعقاقير، يتوجب وقاية أنفسنا من الأمراض عبر الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي نتناولها يوميا، فننتقي منها ما هو مفيد ونبتعد عما يمكن أن يضر بصحتنا على المدى البعيد.
ويتصدر الحليب الطازج ومشتقاته كاللبن واللبنة والجبنة قائمة الأغذية التي تمتلك فوائد صحية ووقائية تكاد تكون لا تحصى، حيث يحتوي الحليب على عناصر وقيم غذائية مهمة كالدهون والبروتينات، بالإضافة إلى المعادن كالصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. وإلى جانب ذلك، يعتبر الحليب مصدراً غنياً بالفيتامينات كفيتامين أ وفيتامين ب وفيتامين ب2 وفيتامين ب12 وفيتامين ج وفيتامين د وفيتامين هـ، بالإضافة إلى احتوائه على المواد النشوية والسكريات والماء، ما يؤهله ليكون غذاءً واقياً من شتى الأمراض.
ومن المعروف أن عنصر الكالسيوم هو من أهم العناصر التي يحتاجها الأطفال للنمو والتمتع بصحة جيدة. ويعتبر الحليب الطازج ومنتجات الألبان من أهم مصادر الكالسيوم ومن أكثر الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية الأساسية لتكوين ونمو خلايا الجسم. فالحليب يمد الجسم بالكالسيوم الذي يدخل بشكل أساسي في تركيب العظام، كما أنه يقويها وينميها ويسهم بشكل كبير في تجديد الخلايا التالفة. ويحتوي الحليب على مركبات الجير والفسفور بشكل وفير، فيما يجعله من أهم الأغذية التي تقوي الأسنان.
وبالحديث عن الفوائد الوقائية التي يمدنا بها الحليب ومشتقاته، فهي عديدة نذكر منها الوقاية من ضعف الذاكرة عند الكبار والوقاية من مرض السكري وأمراض القلب وأمراض المعدة، ما يجعل من الحليب غذاءً كاملاً يقي من أمراض العصر مثل السرطانات وارتفاع ضغط الدم والبدانة وهشاشة العظام.
فلنتبع المثل الذي يقول "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، فشرب الحليب على نحوي يومي واعتباره جزءاً أساسياً من نظامنا الغذائي، سوف يحمينا من احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض التي نحن في غنى عنها. وينصح بتناول ثلاث حصص يومياً، بمقدار 250 ملل لكل حصة من الحليب ومشتقاته للشخص الواحد، باختلاف العمر والجنس مع الانتباه لوجوب زيادة هذه الحصص في حالات الحمل والرضاعة وكبار السن.[justify]