الآن يوجد في تركيا كنز تراث العرب لقرون عديدة خلت لكثرة ما فيها من مخطوطات خُطت بأيدي عربية منذ عام 1517- 1819م حيث كان العلماء العرب يرسلون مؤلفاتهم هدية للسلاطين العثمانيون وهؤلاء يقومون بتجليدها وحفضها في مكتباتهم الخاصة .
وأهم المكتبات التركية الموجودة في هذه المرحلة :
1- مكتبة السليمانية في استنبول التي بناها السلطان سليمان القانوني وتحتوي على 60 ألف مخطوطة .
2- مكتبة الطوب قابي ساراي تحتوي على 30 ألف مخطوطة .
3- وما يقارب هذا العدد من المخطوطات يوجد في مكتبة نور العثمانية .
4- وتحتفظ مكتبة بايزيد على 40 ألف مخطوطة عثمانية .
5- أما مكتبة بورصة فهي المكتبة التي لم يستطع أحد من الأتراك أو غيرهم حتى تاريخه أن يقدر عدد مخطوطاتها .
6- مكتبة يلدز ساراي وهي موجودة في القصر الذي بناه السلطان عبد الحميد خان وهي مكتبة ضخمة تحتوي على مئات الألوف من المخطوطات العربية وما زال عددها مجهول حتى تاريخه ايضاً وقد جُمع قسم منها وصنف ووضع في أرشيف رئاسة مجلس الوزراء في أستا نبول ، وفيها عشرات الألوف من المخطوطات العربية التي ما زالت تنتظر أيدي الباحثين العرب لتصنيفها وحفضها من الموت و الاندثار .
موضوعات المخطوطات والوثائق العثمانية في تركيا .
إن المخطوطات والوثائق العربية المدفونة في مكتبات تركيا تتناول كافة مناحي الحياة العربية من علوم دين و فلك وجغرافيا وطب وزراعة وصناعة وسياسة واجتماع وغيرها من علوم كثيرة لا مجال لذكرها هنا خلال حكم العثمانيين للبلاد العربية مما لا يستطيع البحاثة أن يدركوا مضمونها دون الاطلاع عليها.
و حتى تاريخه لم يطلع الباحثين العرب والمسلمين إلى الآن إلا على نزر ٍيسير من هذه المخطوطات والوثائق المذكورة ، مثل مخطوط إبن العديم وبعض المخطوطات التي ذكرت أسماء الولاة العثمانيين في الولايات العربية وغيرها .
وتتناول المخطوطات العربية الموجودة في استنبول دراسة البلاد العربية آنذاك من كافة نواحي حياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والدينية وغيرها ، وبعضها تناول نظم الدولة العثمانية من جميع أوجهها . وقد كُتبت تلك المخطوطات والوثائق من قبل كتاب عرب وغير عرب .
أما فيما يتعلق بالوثائق والمراسلات التي عرضنا نماذج قليلة منها في هذا المنتدى ، التي تمت بين الولاة والسلاطين والصدر العظام العثمانيين او بين شيوخ القبائل فهذا الأمر يعجز المرء بالحديث عنه لضخامة عدده و تعدد موضوعاته وتشعبها . وكذلك الأمر فيما يتعلق بالملفات السرية التي كان يرسلها الولاة إلى مركز السلطة.
وفي ما يتعلق بشأن البادية العربية فإن الدولة العثمانية لم تتدخل في طبيعة النظام البدوي إلا من خلال زعاماته ( شيوخ القبائل البدوية ) حيث أن هذه الزعامات البدوية كانت تُقدم للدولة العثمانية الضرائب المفروضة على قبائلهم بالإضافة إلى أنها كانت المسؤولة عن تحركاتها وحربها وسلمها .
ومن يرغب بدراسة حياة القبيلة العربية منذ العصر المملوكي لابد من مراجعة الأرشيف العثماني في المكتبات التركية ليدون أحداث حياة القبيلة العربية يوماً بيوم وسنة بسنة من حيث أسماء زعاماتها وسلمها وصراعاتها وتنقلاتها و مشجرات أنسابها أو أملاكها و... فهذه كلها مدونة في المخطوطات والوثائق السرية و ودفاتر المهمة أو السالنامة العثمانية التي تحفل فيها مكتبات تركيا ، ودفاتر المهمة أو السالنامة ( التقويم السنوي لكل ولاية عربية ) هي سجلات حية لواقع الولايات العربية في العهد العثماني حاضرة وبادية دونت بها أحداث ووقائع يومية على مدار العام الواحد وأشهر المكتبات التي تحتوي هذا النوع من الوثائق الآن في تركيا هي مكتبة الفاتح .
ناهيك عما دونته الصحف العربية عن الحياة البدوية مثل مجلة الوقائع الصادرة في تركيا وغيرها من الجرائد العربية والعثمانية فقد تناولت هذه أيضاً كافة جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها للولايات العربية في العهد العثماني وهي محفوظة إلى الآن في مكتبات خاصة بها علماً أن هذه المجلات والجرائد مازالت بالأكثرية منها بكراً من قبل الباحثين العرب إلى يومنا هذا وهذه حقيقة ميدانية تم التماسها برصد دقيق ومن يقول غير ذلك فإن كلامه فيه نوعاً من المبالغة إن كان فرداً أو المكابرة إن كان مؤسسة .
كما توجد في مكتبات تركيا مخطوطات عن الحركة الوهابية يتراوح عددها يتراوح ما بين 30 إلى 40 مخطوطة متخصصة بهذه الحركة منذ نشأتها إلى زمن استلام الملك عبد العزيز آل سعود المملكة العربية السعودية طيب الله ثراه ، ناهيك عن الوثائق التي أرسلها السلطان محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا والكُتاب المصريين إلى السلاطين والولاة العثمانيون وإلى الزعامات العربية مثل شيوخ البدو ، فقد أرسل السلطان محمود الثاني ( 1808-1839م ) آنذاك فرمان يطالب الكُتاب العرب لتزويده بمعلومات دقيقة عن الحركة الوهابية وقبائل عديدة مثل : عتيبة وبني خالد وعنزة وغيرها .