ملاذكرد.. الطريق إلى القسطنطينية
تعد معركة "ملاذكرد" من أيام الاتراك المسلمين الخالدة، مثلها مثل بدر، واليرموك،
والقادسية، وحطين، وغيرها من المعارك الكبرى التي غيّرت وجه التاريخ، وأثّرت في مسيرته، وكان انتصار الاتراك في ملاذكرد نقطة فاصلة؛ حيث قضت على سيطرة دولة الروم على أكثر مناطق آسيا الصغرى و اضعفت قوتها، ولم تعد كما كانت من قبل شوكة في حلق المسلمين، حتى سقطت في النهاية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
كما أنها مهدت للحروب الصليبية بعد ازدياد قوة السلاجقة التركمان وعجز دولة
الروم عن الوقوف في وجه الدولة الفتية، وترتب على ذلك أن الغرب الأوروبي لم
يعد يعتمد عليها في حراسة الباب الشرقي لأوروبا ضد هجمات الاتراك المسلمين، وبدأ يفكر
هو في الغزو بنفسه، وأثمر ذلك عن الحملة الصليبية الأولى.