التمرين اليومي لا يتوقف تأثيره على الصحة البدنية وحسب، أو على الشكل الخارجي، بل يتعداه لمستويات أعمق وأعلى، بحيث يحقق التوافق البدني والعقلي والنفسي، وأهمها الثقة بالنفس.
فبحسب موقع مايوم كلينيك، فإن ممارسة التمارين الرياضية لا تحسن الحالة المزاجية، بل تعزز تقدير الذات، إلا أن أصعب مرحلة قبل بلوغ هذه النتائج، تتمثل بوضع خطة تمرين، وجعلها عادة لا نتوقف عن ممارستها.
وهنا من المهم العمل على إيجاد نوع من الأنشطة البدنية التي تجعلنا نستمتع بممارستها، كما أن الحصول على هذه النتائج، يحتاج منّا إلى التحلي بأفكار إيجابية حول الجهود التي نبذلها خلال عملية تطوير النشاط البدني وحتى العاطفي، الذي يتولد عن الحالة، ما يستدعي التركيز على فوائد هذا الشعور على الجسد، بعد ممارسة التمارين، التي تكون بمثابة حافز لنتحدى الوضع والصعوبات مرات ومرات وكلها.
البداية تتمثل في جمع مواردك وتحديد أهدافك من التمرين، وتحديد النادي الذي تريد الانضمام إليه، أو الرياضة التي تستهويك، وأن تطالع برامجها، وحتى البحث عن برامج عبر التلفاز والإنترنت تهمك لمعرفة المزيد عما ينتظرك.
ومن ثم يمكن تجربة الخيارات المتاحة، وألق نظرة على ما حددت، وجرب يوما كاملا قبل الانضمام الرسمي للتعود على البيئة المحيطة، فالبعض يحب المشي، فيما آخرون يفضلون الركض خارج الصالات الرياضية، وآخرون يحبون الرقص أو الملاكمة، وهذا يتحدد بالذوق العام والتفضيل، وما يهم هو أن تدرك أهمية التمرين البدني للصحة الجسدية وعضلة القلب والعضلات الأخرى في الجسم والموازنة بين هذه الأساسيات.
ويتطلب هذا من كل فرد أن يضع خطة تحدد التمارين اليومية المختلفة التي تحرك كافة عضلات الجسم، والوصول لها في مختلف مناطقه وايجاد متعة في هذا، ما يدفع الفرد للشعور بالثقة بنفسه.
ويعد التدرج بالتمرين من أهم الخطوات التي تدفع هذه الثقة الداخلية، فالمبتدئون عادة ما يشعرون بالملل بعد مرور فترة قصيرة، لعدم تحقيق نتائج، وهنا ينبغي الاهتمام بهذه النقطة، فالنتائج تستغرق على الأقل شهرا، ويتوجب التحلي بالصبر، ومع أنك قد لا تلاحظ النتائج غير أن من حولك سيراها من خلال الحصول على قوة بدنية أكثر ونشاط أوفر، لذا لا تضعفوا مهما واجهتم من صعوبات، فالشكوك الذاتية من فائدة التمرن، تحبط التمرين، ولا تنتقدوا ذاتكم، بل على العكس ذكروا أنفسكم بما ينتظركم لاحقا.
ويأتي الالتزام ببعض أنواع الرياضات، التي تستمتع بها، وضع في الاعتبار أنه يمكنك دائما تجربة نوع جديد، فلا تتردد في ذلك، فربما تكون هي الرياضة التي تحب، وكلما مارست نوعا تحبه عززت من شعورك بثقتك بذاتك، لأنها تمدك بالشعور بالرضا والسعادة وتزيد مواظبتك على التمرين.
وتعد مكافأة الذات جزءا من تشجيع النفس على الالتزام بالخطة الموضوعة، فإن كنت تذهب للنادي ثلاث مرات في الأسبوع مثلا، كافئ نفسك بعد شهر بالتسوق، أو بتمضية وقت ممتع برفقة الأصدقاء، وحتى تناول الوجبات التي تحب ولكن بكمية معتدلة.
فالمكافآت تدفع بك للاستمرار بنمط حياة صحي، وتشعر بأنك تقدر الجهود التي تبدلها وتواظب عليها على المدى الطويل بعد رؤية ماحققت من نتائج، كما أن مكافأة الذات تعزز الشعور بالرضا عن النفس، لأنها نوع من الاعتراف بهزيمة الشك والضعف ودليل قوة للديمومة.
ولا تتوقف علن التفكير بنفسك وصورتك العامة بطريقة إيجابية، قبل وبعد ممارسة التمرين، فهي تساعد على منحك الشعور بالرفاه وتنتابك مشاعر حسنة مفعة بالحيوية والرضا، ومزجها مع التمرين يزيد من الطاقة الجسدية المبذولة وحتى الرغبة في التمرن، ما يمنحك الشعور بالقوة على أفضل حال.
وللمواظبة على التمرن يمكن اللجوء لتكثيف التمرينات الرياضية والنشاط البدني، ما يعزز حجم التحدي والتغلب عليه، وهذا سيشعرك بالرضا بعد الانتهاء منه، وإن كنت منهكا، سيساعدك تدوين ما فعلت ومعرفة أين تتراجع همتك لتخطي ذلك في المرات المقبلة، لأنك لن تقبل أن تكون ضعيفا بعد الشوط الذي قطعته، وبهذا تمنح نفسك تحد صغير للتخلص من النقاط السوداء في سجلك، وكله من شأنه أن يعزز شعورك بالقوة، لأنك لست بفرد صعيف لا إرادة له.
وأخيرا الشعور بالثقة ينبع من الداخل، وأول مراحله هو التزامك بالبرنامج، ورغبتك بالحصول على نمط حياة مختلف أكثر إيجابية، فلا تقس على نفسك إن تراجعت عن تأدية تمرين ما، أو إن لم تحقق النتائج بسرعة، بل أجلها لتتابع ما تفعل وبقوة أكبر، واجعل من تمرينك وسيلة للتخلص من نهار سيئ عبر توجيه مشاعر الغضب والإحباط نحوه، لتجد أنك تتمتع بطاقة عالية، وما أن تنتهي ستجد نفسك كائنا مختلفا أكثر، يشعر بالراحة والقوة.[justify[/justify]
